عالم الرجل يختلف عن عالم المرأة اختلافاً كلياً.. لماذا وكيف ؟
لهذا البحث خلفية تعود به إلى ما قبل 2400 سنة على أقل تقدير. فمع أن أفلاطون اعترف بعجز القوى الجسمية والروحية والعقلية للمرأة بالمقارنة مع الرجل، إلا أنه عدَّ هذه الاختلافات مجرد فروقات كمية، ومن ثم زعم أن للنساء والرجال قابليات متشابهة، وأن بمقدور المرأة أن تنهض بالمسؤوليات التي ينهض بها الرجل، وأن تسند إلهيا الصلاحيات نفسها التي تسند إلى الرجل.
لكن خلافاً لهذه الآراء، ذهب أرسطو إلى القول بوجود الاختلاف في قابليات المرأة والرجل والتفاوت في استعداداتهما، فما أودعه قانون الخلقة من وظائف وتكاليف في كل واحد منهما، وما فرضه عليهما من حقوق، ينطوي في القسم الأعظم منه على اختلاف أساسي.
لقد خصص البروفسور ((ريك))، العالم النفسي الأمريكي المشهور، سنوات طويلة من عمره لدراسة شؤون المرأة والرجل والفحص في أحوالهما، وانتهى إلى نتائج على هذا الصعيد. يقول ريك: ((إن عالم الرجل يختلف عن عالم المرأة اختلافاً كلياً. فإذا لم تستطع المرأة أن تفكر مثل الرجل، أو أن تعمل كما يعمل، فإن ذلك يعود ... إلى ما بينهما من الاختلافات الجسمية. بالإضافة إلى ذلك فإن أحاسيس هذين الموجودين لن تتشابه في أي وقت من الأوقات، ولم يحصل أن أبدى كلاهما ردود فعل متساوية إزاء الحوادث والوقائع.
يعمل الرجل والمرأة على نحو مختلف تبعاً لما تمليه عليهما المقتضيات الجمسية المألوف التي ينطوي عليها كل منهما، وهما تماماً كنجمين يتحركان في مدارين مختلفين. أجل، إن بمقدور هذين الإثنين أن يفهم أحدهما الآخر وأن يكمله، بيد أنهما لن يكونا واحداً على الإطلاق. لهذا السبب يستطيع الرجل والمرأة أن يعيشا معاً، وأن يعشق أحدهما الآخر، وفي الوقت نفسه لا يتعب أحدهما من صفات الآخر وأخلاقه ولا يملها ولا يضجر منها)).
م ن ق و ل